لغتنا هي هويتنا وهي رمز عزتنا وحضارتنا، وثقافتنا العربية والإسلامية العريقة، علينا جميعاً أن نحترمها وننميها في أوساط أجيالنا الحاضرة والواعدة، كي تظل أميرة لغات العالم وتاجها، لأنها لغة القرآن الكريم الذي أنزل هدى للناس جميعاً
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

جائزة محمد بن راشد للغة العربية: تكريمٌ للمبدعين وإثراءٌ للمشهد الأدبي وإلهامٌ للجيل المقبل من الأدباء

بفضل تاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من ألف عام، تمثل اللغة العربية اليوم وعاءً حاضناً للثقافة والإبداع والأصالة، وهي تتسم بخصوصية تأتي من كونها تضم لهجات عدّة ولكنها رغم ذلك تُصنف عموماً لغةً واحدةً، كما أنها من بين اللغات الست الأكثر انتشاراً في العالم، إذ يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص.

 

مع ازدياد وتيرة التطور المستمر في العالم، تتزايد الحاجة إلى الحفاظ على الإرث اللغوي العربي الغني والاحتفاء به. وهنا يأتي دور جائزة محمد بن راشد للغة العربية، والتي هي جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وتنظمها مكتبة محمد بن راشد، كمبادرة مكرَّسة لتعزيز اللغة العربية وتكريم الأعمال الأدبية العربية التي تُحدث تأثيراً ملموساً في المشهد الأدبي العربي. كما تُعد الجائزة مثالاً حياً على مقدرة هذا التكريم المرموق أن يُلهم الأجيال الناشئة من الكتّاب المبدعين في العالم العربي، فهذا التقدير لا يقتصر أثره على الفائزين فحسب، بل يمتد ليعمّ بفائدته على المؤلفين الناشئين في جميع أنحاء المنطقة، ويُصبح منارةً لإلهامهم وتحفيزهم.

 

عندما يشهد الكتّاب الطموحون تكريم شخصيات بارزة في الأدب العربي، يوقد ذلك شرارة الطموح لديهم ويفجر إمكانياتهم، فكون مساهماتهم في الأدب العربي ستحظى بالمكانة المستحقة في الساحة العالمية، يحفزهم ذلك على السعي نحو التميز والإجادة والإبداع. تنوع فئات الجائزة بين التعليم، والتقانة (التكنولوجيا)، والإعلام والتواصل، والسياسة اللغوية والتخطيط والتعريب، والثقافة والفكر ومجتمع المعرفة، يشجع الكتّاب على استكشاف نماذج وأنواع أدبية متعددة، مما يصب في مصلحة المشهد الأدبي العربي ويثريه.

 

علاوة على ذلك، تلعب جائزة محمد بن راشد للغة العربية دوراً حيوياً في الحفاظ على أصالة الأدب العربي من ناحية، وتطويره وفتح آفاق عصرية له من ناحية أخرى، فمن خلال إبراز المواهب المخضرمة والناشئة على حد سواء، تبني الجائزة جسراً بين أجيال الكتّاب وتتيح مساحةً تلتقي فيها الإبداعات، ما يضمن أن التراث الغني للأدب العربي لا يُصان فحسب، بل يتجدد باستمرار ويُطرح من منظور جديد وبرؤية مبتكرة.

 

من خضم المشهد الأدبي العربي، تبرز جائزة محمد بن راشد للغة العربية نبراساً يضيء على الأعمال الأدبية الاستثنائية وعلى مبدعيها. إن جائزة مرموقة كهذه تقدم للكتّاب وأعمالهم مكاسب جمّة، من خلال تقدير أعمالهم الإبداعية من جانب، وتعزيز حضورهم في العالم العربي وخارجه من جانب آخر.

 

عندما ننظر إلى النقلة التي حققتها جائزة محمد بن راشد للغة العربية، ندرك دورها كركيزة أساسية في تنمية منظومة أدبية إبداعية حيوية. فهذه الجائزة لا تحتفي بالإنجازات الفردية فحسب، بل تمثل أيضاً اعترافاً جماعياً ودليلاً على قدرة الأدب العربي على الاستمرار والبقاء، وتكريماً يُبرز الأعمال التي أسرت القرّاء بجمالها. كما أنها تسلط الضوء على أفكار ورؤى مختلفة لتتجاوز بذلك الحواجز الثقافية والزمانية، ولتثري المشهد الأدبي العالمي اليوم وغداً وأبداً.